الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَلَمَّا ٱسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِيۤ أَبِيۤ أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ } * { ٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يٰأَبَانَا إِنَّ ٱبْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ } * { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِي كُنَّا فِيهَا وَٱلْعِيْرَ ٱلَّتِيۤ أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } * { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ }

قوله: (يئسوا) أشار بذلك إلى أن السين والتاء زائدتان. قوله: (اعتزلوا) أي مجلس الملك. قوله: { نَجِيّاً } هو حال، والمعنى خلصوا حال كونهم متناجين ومتشاورين في أمر هذه القضية. قوله: (في أخيكم) أي في رده. قوله: { مَا } (زائدة) أي والجار والمجرور متعلق بفرطتم. قوله: (وقيل ما مصدرية مبتدأ) أي وهي وما دخلت عليه، في تأويل مصدر مبتدأ، فالمبتدأ في الحقيقة المصدر المنسبك، والمعنى: وتفريطكم كائن من قبل تفريطكم في بنيامين، واعترض هذا الإعراب، بأن الظروف المنقطعة عن الإضافة لا تقع خيراً، ويجاب بأن محل ذلك ما لم يتعين المضاف إليه كما هنا.

قوله: { فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ } أشار بذلك إلى أن أبرح ضمنت معنى: أفارق الأرض مفعول به، وأبرح تامة. قوله: { أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ } إما معطوف على يأذن، أو منصوب بأن مضمرة في جواب النفي، كأنه قال: لن أبرح الأرض إلا أن يحكم الله، كقولهم: لألزمنك أو تقضيني حقي، أي إلا أن تقضيني حقي.

قوله: { فَقُولُواْ يٰأَبَانَا } إلخ إنما أمرهم بذلك، لتزول التهمة عنهم عند أبيهم. قوله: { إِنَّ ٱبْنَكَ سَرَقَ } أي نسبوه إلى السرقة، وفي ظاهر الحال لا في الحقيقة. قوله: { وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ } أما وما كنا للعواقب عالمين، فلم ندر حين أعطيناك الموثق، أنه سيسرق وتصاب به، كما أصبت بيوسف. قوله: (أي أرسل إلى أهلها) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف، وكذا في قوله: { وَٱلْعِيْرَ }. قوله: (وهم قوم كنعان) أي وكانوا جيراناً ليعقوب. قوله: { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } أي سواء نسبتنا إلى التهمة أم لا، وليس غرضهم أن يثبتوا صدق أنفسهم بهذه المقالة، لأن دعوى الخصم لا تثبت بنفسها. قوله: (فرجعوا) أي التسعة، وقدره إشارة إلى أن قوله: { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ } إلخ، مرتب على محذوف. قوله: { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } خبر لمبتدأ محذوف، قدره المفسر بقوله: (صبري) وتقدم أن الصبر الجميل، هو الذي لا شكوى مع لمخلوق، ولا جزع من فعل الخالق، ولذلك فوض أمره لله، ولم يسأل العير، ولم يرسل يستخير من القرية التي كانوا فيها، بل استسلم للقضاء ولم يقطع الرجاء.

قوله: { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ } إنما قال ذلك، لأنه لما طال حزنه واشتد كربه، علم أن الله سيجعل له فرجاً ومخرجاً، لأنه إذا اشتد الكرب، كان إلى الفرج أسرع، وقيل: إن يعقوب أطلعه الله على باطن الأمر، وأن أولاده أحياء لم يصابوا بشيء،، وأنه سيجتمع عليهم، غير أنه أمر بكتم ذلك فلوح تلك الإشارة إلى علمه. قوله: (وأخويه) أي بنيامين وكبيرهم. قوله: { ٱلْحَكِيمُ } في صنعه، أي لأنه يضع الأشياء في محلها.