الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَرَاوَدَتْهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ ٱلأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ إِنَّهُ رَبِّيۤ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ }

قوله: { عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَآ } أي يكفينا بعض أمورنا إذا قوي وبلغ، أو يربح إذا أردنا بيعه. قوله: { أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً } أي نتبناه، وأو مانعة خلو تجوز الجمع، وهو المقصود لهما. قوله: (وكان حصوراً) أي لا يأتي النساء أو عقيماً.

قوله: { وَكَذٰلِكَ } إلى قوله: { نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } معترض بين وصية العزيز، وما وقع من زوجته. قوله: (من القتل) أي الذي عزم عليه إخوته، وقوله: { والجب) أي الذي رموه فيه. قوله: (وعطفنا عليه قبل العزيز) أي خلقنا فيه الميل والمحبة، حيث دفع فيه المال الكثير، وأوصى زوجته عليه. قوله: { مَكَّنَّا لِيُوسُفَ } أي أعطيناه مكانة ورتبة عالية في الأرض. قوله: (حتى بلغ ما بلغ) أي من السلطنة والعز. قوله: (لنملكه) إما من الملك بكسر الميم، أي نجعله مالكاً لما فيها، أو من الملك بضمهما، أي نجعله سلطاناً على أهلها. قوله: (والواو زائدة) أي والمعنى: مكنا ليوسف في الأرض لنعلمه إلخ. قوله: (لا يعجزه شيء) أي لأنه يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، فلا راد لما قضاه.

قوله: { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } جمع شدة كنعمة وأنعم، ولم يقل هنا واستوى كما قال في حق موسى، لأن موسى بلغ الأربعين وهي سن النبوة، فقد استوى وتهيأ لحمل أسرار النبوة، وأما يوسف فلم يكن إذ ذاك بلغ هذه السن. قوله: (حكمة) هي العلم مع العمل. قوله: { وَعِلْماً } عطف عام على خاص. قوله: (كما جزيناه) أي بكل خير. قوله: { نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } أي فاعلي الإحسان، والمعنى: لا خصوصية ليوسف بذلك، بل سنة الله في خلقه، إن كل محسن له من الله الجزاء الحسن.

قوله: { وَرَاوَدَتْهُ } هذه الآية مرتبطة بقوله: { وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ } إلخ، وما بينهما اعتراض قصد به بيان عواقب صبر يوسف، من السيادة والخير العظيم، والمراودة مفاعلة، وهي في الأصل تكون من الجانبين، ولكنها هنا من جانب واحد، ولما كان الجانب الآخر سبباً في حصول الفعل نزل منزلته، فقيل فيه مفاعلة، وذلك أن جمال يوسف سبباً لميلها وطلبها له، فالمفاعلة ليست على بابها، نظير مداواة المريض، فإن سبب المداواة المرض القائم بالمريض. (هي زليخا) أي يصرح باسمها، استهجاناً له وستراً وتعليماً للأدب، كأن يقول: من الآداب أن لا يذكر أحد زوجته باسمها، بل يكني عنها، ولم يذكر في القرآن اسم امرأة إلا مريم، وتقدم الجواب عنه بأن النصارى زعموا أنها زوجة الله، فذكرها باسمها رداً عليهم، كأنه يكني الرجال عن زوجته. قوله: (أي طلبت منه) اشار بذلك إلى أن المراودة من جانبها فقط.

قوله: { وَغَلَّقَتِ ٱلأَبْوَابَ } أي وكانت سبعة. قوله: { هَيْتَ لَكَ } أي بفتح الهاء والتاء ككيف. قوله: (وفي قراءة بكسر الهاء) أي مع فتح التاء كقيل، وقوله: (وأخرى) بضم التاء أي مع فتح الهاء كحيث، فهذه ثلاث قراءات، وبقي قراءتان وهما: هئت بكسر الهاء وبالهمزة الساكنة وفتح التاء وضمها وكلها سبعية.

السابقالتالي
2