الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } * { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } * { وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } * { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاۤ إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ }

قوله: { إِنِّي تَوَكَّلْتُ } أي فوضت أموري إليه واعتمدت عليه. قوله: { رَبِّي وَرَبِّكُمْ } هذا تبكيت عليم. قوله: (فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه) أي وأنتم من جملة الدواب، فليس لكم تأثير في شيء أصلاً. قوله: { فَإِن تَوَلَّوْاْ } شرط حذف جوابه لدلالة قوله: { فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ } إلخ عليه، والتقدير فلا عذر لكم ولا مؤاخذة علي، فقد أبلغتكم إلخ. قوله: { وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي } إلخ، هذا وعيد شديد مترتب على إعراضهم، والمعنى فإن تعرضوا عن الإيمان، فلا مؤاخذة علي، بل يقبلني ربي ويهلككم ويستخلف غيركم، ولا تضرونه شيئاً بإعراضكم، بل ما تضرّون إلا أنفسكم.

قوله: { إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } أي فلا تخفى عليه أحوالكم، بل يجازي كل أحد بعمله. قوله: (عذابنا) أي وهو الريح الصرصر المذكور في قوله تعالى:سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ } [الحاقة: 7] الآية، فأصابهم صبيحة الأربعاء لثمان بقين من شوال، وكان يدخل في أنف الواحد، ويخرج من دبره، فيرفعه في الجو فيسقط على الأرض فتقطع أعضاؤه، وقد تقدم بسطها في الأعراف. قوله: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي وكانوا أربعة آلاف قوله: { وَتِلْكَ عَادٌ } مبتدأ أو خبر على حذف مضاف، كما أشار له المفسر، أي آثار عاد. قوله: (في الأرض) أي أرضهم. قوله: (وانظروا إليها) أي لتعتبروا، وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته، ولكن المراد الأمة. قوله: (لأن من عصى رسولاً) إلخ، جواب عما يقال لم جمع الرسل، مع أنهم عصوا رسولاً واحداً وهو هود. قوله: { عَنِيدٍ } أي معاند متجاوز في الظلم. قوله: { لَعْنَةً } أي طرداً وبعداً. قوله: { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } (لعنة) أي طرداً على رحمة الله، وهي الجنة وما فيها، لاتصافهم بالشقاوة الدائمة الموجبة للخلود في النار. قوله: { أَلاۤ إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ } هذا بيان لسبب استحقاقهم للعنتين.

قوله: { أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ } هذا هو معنى قوله: { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } وذكر تأكيداً وإشارة إلى أنهم مستحقون لذلك. قوله: { قَوْمِ هُودٍ } بدل من عاد، واحترز به عن عاد الثانية المسماة بثمود، وهي قوم صالح الآتية قصتهم بعد.