الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَآءُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } * { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ٱئْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } * { فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ } * { فَلَمَّآ أَلْقَواْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } * { وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ }

قوله: { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا } لما لم يجدوا حجة يعارضونه بها، رجعوا للتقليد المحض، فقالوا ما ذكر قوله: { عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } أي من عبادة الأصنام. قوله: { وَتَكُونَ } معطوف على تلفتنا، أي ولتكون. قوله: (الملك) أي وسمي بالكبرياء، لأنه أكبر ما يطلب من أمور الدنيا، ولأنه يورث الكبرياء والعز. قوله: { وَقَالَ فِرْعَوْنُ } ليس هذا مرتباً على ما تقدم، فإن هذا القول وقع في ابتداء القصة، فالمقصود هنا بيان ذكر القصة لا بقيد ترتبها، فإن الواو لا تقتضي ترتيباً ولا تعقيباً.

قوله: { فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ } عطف على محذوف تقديره فأتوا بالسحرة. قوله: (بعدما قالوا له) إلخ. أشار بذلك إلى أنه معطوف على محذوف، وأصل الكلام، فلما جاء السحرة، وجمعوا حبالهم وعصيهم، وقالوا لموسى: إما أن تلقي، وإما أن نكون نحن الملقين، قال موسى الخ. قوله: { مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ } أبهمه إشارة إلى تحقيره. قوله: { فَلَمَّآ أَلْقَواْ } أي السحرة، وتقدم أنهم كانوا ثمانين ألفاً. قوله: (حبالهم وعصيهم) أي وتقدم أنه كانت حمل ثلاثمائة بعير. قوله: (استفهامية) أيْ شيء جئتم به؟ وهو للتوبيخ والتحقير. قوله: (بدل) أي من ما الاستفهامية، وأعيدت همزة الاستفهام، لتكشف استفهام المبدل منه، على حد قول ابن مالك:
وبدل المضمن الهمز يلي   همزاً كمن ذا أسعيد أم علي
قوله: (بهمزة واحدة إخبار) أي بإسقاط همزة الاستفهام، ووجهت هذه القراءة، بأن ما اسم موصول مبتدأ، وصلتها { جِئْتُمْ بِهِ } والخبر { ٱلسِّحْرُ } ، والحاصل: أن في همزة السحر الثانية وجهين، التسهيل والمد اللازم بقدر ثلاث ألفات، وهاتان القراءتان على جعل ما استفهامية، وخبرها { جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ } بدل من ماء، وأما على إسقاطها فالجملة خبرية، وما اسم موصول مبتدأ، { جِئْتُمْ بِهِ } صلته، و { ٱلسِّحْرُ } خبر، وتحذف همزة أل عند الدرج. قوله: (سيمحقه) أي فلا يبقى له أثر أصلاً.

قوله: { إِنَّ ٱللَّهَ } إلخ. تعليل لقوله: { سَيُبْطِلُهُ }. قوله: { وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ } عطف على قوله: { سَيُبْطِلُهُ }. قوله: { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } أي الكافرون.