الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } * { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } * { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } * { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ } ، إلخ، بيان وتعليل لما قبله، والمعنى ما ثبت لنفس من الأنفس أن تؤمن في حال من الأحوال، إلا في حال إرادة الله الإيمان لها. قوله: { وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ } معطوف على محذوف، والتقدير فيريد الله الإيمان للبعض ويجعل الرجس، إلخ. قوله: { قُلِ ٱنظُرُواْ } بضم اللام وكسرها، قراءتان سبعيتان، فالضم على نقل ضمة الهمزة إلى اللام، والكسر على أصل التخلص، والمعنى تفكروا وتأملوا واتعظوا. قوله: (من الآيات) بيان لما. قوله: { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ } أي المذكورة في قوله: { مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ففي الكلام إظهار في مقام الإضمار، والمعنى لا تنفع الآيات والنذر قوماً لا يؤمنون. قوله: (أي مثل وقائعهم من العذاب) أي وهو القتل بالسيف. قوله: { فَٱنْتَظِرُوۤاْ } (ذلك) أي مثل وقائع الأمم السابقة.

قوله: { ثُمَّ نُنَجِّي } بالتشديد باتفاق العشرة، وثبوت الياء لفظاً وخطاً. قوله: { رُسُلَنَا } أي على سبق على محمد. قوله: { كَذَلِكَ } صفة لمصدر محذوف، أي إنجاء مثل ذلك الإنجاء، والعامل فيه { نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } و { حَقّاً عَلَيْنَا } جملة معترضة بين العامل والمعمول. قوله: { نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بالتخفيف والتشديد، تحذف منه الياء لفظاً وخطاً. قوله: (حين تعذيب المشركين) أي في الدنيا والآخرة. قوله: (أي أهل مكة) أي كفار المعارضون. قوله: { مِّن دِينِي } أي الذي جئت به عن ربي قوله: (إنه حق) بدل من ديني، والمعنى إن كنتم في شك من حقية ديني وصحته، فلا أعبد الخ. قوله: (لشككم فيه) أي في دين الحق، أي فالحامل لكم على عبادة غير الله، شككم في حقيقة ديني، وأما أنا فليس عندي شك في حقّيته فلذلك لا أعبد غير الله، فكفرهم بالشك لأنه لا يأتي منهم إنكار كون الله حقاً، ودين الإسلام حقاً، على سبيل الجزم بذلك، لقيام الأدلة العقلية على ذلك. قوله: { ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ } خص هذا الوصف بالذكر، تهديداً وتخويفاً لهم.

قوله: { أَنْ أَكُونَ } أن مصدرية مجرورة بالباء المقدرة كما قال المفسر، أي بكوني من المؤمنين المصدقين بما جاء من عند الله، لأنه مرسل لنفسه، فهو واجب عليه الإيمان بما أرسل به.