الرئيسية - التفاسير


* تفسير تأويلات أهل السنة/ الماتريدي (ت 333هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } * { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ }

قوله - عز وجل -: { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ }.

في الباطن في الدين؛ لأنهم كانوا معهم في الظاهر.

وقال: { وَمَا هُم مِّنكُمْ }: في الباطن في الدين.

{ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } ، أي: يخافون القتل، فيظهرون الموافقة لهم.

وقوله - عز وجل -: { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ }.

قيل: لو وجدوا حرزاً { أَوْ مَغَارَاتٍ } يعني: الغيران في الجبال، { أَوْ مُدَّخَلاً } أي: سرباً في الأرض في الجبال - { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ } ، أي: رجعوا إليه { وَهُمْ يَجْمَحُونَ } ، أي: يسعون.

وعن بن عباس: قال: الملجأ: الحرز في الجبال، والمغارات: الغيران، والمدخل: السرب.

قال أبو عوسجة: المغارات مثل الملجأ، وهو شيء يتحصنون فيه، { مُدَّخَلاً }: هو موضع يدخلونه أيضاً: { وَهُمْ يَجْمَحُونَ } أي: يسرعون، يقال: جمحت الدابة، تجمح جماحاً، فهو جامح، وهو من الإسراع، وكذلك قال القتبي.

وقال أبو معاذ: الجموح: الراكب رأسه وهواه.

وقال بعضهم: قوله: { أَوْ مُدَّخَلاً } لو يجدون ناساً يدخلون بينهم، { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ }: دونكم.

وأصله: أنهم لو وجدوا مأمناً يأمنون { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ } أي: لصاروا إليه مسرعين، ولا يظهرون لكم الإيمان، ولكن ليس لهم ذلك، والله أعلم.