قوله - عز وجل -: { وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً }. لم يشر بهذا إلى شيء لكن يحتمل قوله: { وَهَـٰذَا }: الإسلام الذي سبق ذكره: أن يشرح به صدر المؤمن، ويحتمل قوله: { وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً }: الذي يدعى إليه الخلق، وهو التوحيد. وقوله - عز وجل -: { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ } ، أي: بينا وأقمنا دلائل التوحيد وحججه، وقد ذكرناه. { لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ }. أي: لقوم يتعظون بالمواعظ. ويحتمل: لقوم يقبلون الدلائل والحجج؛ ولا يكابرون. وقوله - عز وجل -: { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ }. يحتمل السلام اسم الجنة [أي:] [لهم الجنة]؛ كقوله:{ وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ } [يونس: 25]، ويحتمل السلام: هو اسم الله، أي: لهم دار الله، [وهي الجنة]. وقوله - عز وجل -: { وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ، قيل: هو أولى بهم، أي: أولى بالمؤمنين؛ كقوله:{ فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا } [النساء: 135]، ويحتمل قوله: { وَهُوَ وَلِيُّهُمْ } ، أي: حافظهم وناصرهم. وقد ذكرنا فيما تقدم " يصعد " و " يصاعد " و " يصعد ": كله لغات، والمعنى واحد. والضيق: قال الكيساني: الضِّيق من الضِّيق في المعاش، فأما في الأمر فإنه الضَّيْق، ومنه قوله:{ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } [النحل: 127]. وأما قوله: { حَرَجاً } ففيه لغتان: حَرَج وحَرِج، قال القتبي: الحرج: الذي ضاق فلم يجد منفذا. وقال أبو عوسجة: الحرج: الضيق، يقال منه: حرج يحرج حرجا؛ فهو حرج.