قيل: إن الآية في اليهود. وقيل: إنها في المنافقين. وهي في المنافقين أشبه؛ ذكر أنهم كانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويظهرون الموافقة [له]، ويخبرونه أنهم يجدون نعته وصفته في كتبهم، ويضمرون الخلاف له في السر وهزءوا به؛ فقال عند ذلك: { وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ }: أخبر - عز وجل - نبيه صلى الله عليه وسلم: أنهم دخلوا بالكفر؛ لأنهم يقولون ذلك استهزاء، وعلى ذلك خرجوا؛ ففيه دلالة إثبات رسالة [سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم]؛ لأنه أخبر عما أضمروا؛ ليعلموا أنه إنما علم ذلك بالذي يعلم الغيب، مع علمهم أنه لا يعلمه إلا الله، والله أعلم بما كانوا يكتمون ويضمرون من الكفر والهزء.