قوله - عز وجل -: { يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ }. والبرهان: هو الحجة توضح وتظهر الحق من الباطل. وقيل: بيان من ربكم، وهما واحد. قال بعضهم: هو النبي صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون: هو القرآن؛ فأيهما كان فهو حجة وبيان، يلزم الحق - ويبين - من لم يعاند. وقوله - عز وجل -: { وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً }. يبصر به الحق من الباطل، وبه يعرف: وهو القرآن، سماه: نوراً؛ لما به يبصر الحق، وإن لم يكن هو بنفسه نوراً؛ كالنهار: سماه مبصراً؛ لما به يبصر، وإن لم يكن هو كذلك. وقال قتادة: { نُوراً مُّبِيناً }: هو هذا القرآن، وفيه بيانه ونوره وهداه، وعصمة لمن اعتصم به.