الرئيسية - التفاسير


* تفسير تأويلات أهل السنة/ الماتريدي (ت 333هـ) مصنف و مدقق


{ يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً }

قوله - عز وجل -: { يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ }.

والبرهان: هو الحجة توضح وتظهر الحق من الباطل.

وقيل: بيان من ربكم، وهما واحد.

قال بعضهم: هو النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال آخرون: هو القرآن؛ فأيهما كان فهو حجة وبيان، يلزم الحق - ويبين - من لم يعاند.

وقوله - عز وجل -: { وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً }.

يبصر به الحق من الباطل، وبه يعرف: وهو القرآن، سماه: نوراً؛ لما به يبصر الحق، وإن لم يكن هو بنفسه نوراً؛ كالنهار: سماه مبصراً؛ لما به يبصر، وإن لم يكن هو كذلك.

وقال قتادة: { نُوراً مُّبِيناً }: هو هذا القرآن، وفيه بيانه ونوره وهداه، وعصمة لمن اعتصم به.