قوله - عز وجل -:{ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } [الصافات: 175]. عياناً ومشاهدة. وقال بعضهم: وأبصرهم العذاب إذا نزل بهم خير فسوف يبصرون وقوعاً. ويحتمل قوله: { وَأَبْصِرْهُمْ } أي: عرفهم أن العذاب ينزل بهم فسوف يعرفون إذا نزل بهم. وقوله - عز وجل -:{ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } [الصافات: 176]. دل هذا أنهم كانوا يستعجلون نزول العذاب بهم - والله أعلم - إنما يستعجلون العذاب استهزاء بالرسول - عليه السلام - وتكذيباً له فيما يوعدهم أن العذاب ينزل بهم. ثم قوله:{ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } [الصافات: 176]هو حرف التعجب أن كيف يستعجلون عذابي؟! ألم يعرفوا قدري وسلطاني في إنزال العذاب والإهلاك إذا أردت تعذيب قوم وإهلاكهم؟! أي: قدرت ذلك وملكت عليه. ثم أخبر أنه إذا نزل العذاب بساحتهم يساء صباحهم، حيث قال - عز وجل -:{ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } [الصافات: 177]. ثم قوله - عز وجل -:{ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ } [الصافات: 177] يحتمل النزول بالساحة، أي: بقربهم. ويحتمل النزول بالساحة: النزول بهم والوقوع عليهم؛ كقوله - عز وجل -:{ وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ } [الرعد: 31] حتى يأتي وعد الله في نزوله بهم - والله أعلم - يحتمل نزوله بساحتهم ما ذكرنا من نزوله بقربهم ووقوعه عليهم. ثم قوله - عز وجل -:{ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } [الصافات: 177] ساء صباحهم؛ لأن ذلك العذاب إذا حل بهم صيرهم معذبين في النار أبد الآبدين، والله أعلم. وقوله - عز وجل -:{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } [الصافات: 174]. قد ذكرنا هذا فيما تقدم. وكذلك قوله - عز وجل -: { وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } ويقول بعضهم: أي: انظر فسوف ينظرون، لكن الوجه فيه ما ذكرنا.