الرئيسية - التفاسير


* تفسير تأويلات أهل السنة/ الماتريدي (ت 333هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ }

قوله - عز وجل -:وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } [الصافات: 175].

عياناً ومشاهدة.

وقال بعضهم: وأبصرهم العذاب إذا نزل بهم خير فسوف يبصرون وقوعاً.

ويحتمل قوله: { وَأَبْصِرْهُمْ } أي: عرفهم أن العذاب ينزل بهم فسوف يعرفون إذا نزل بهم.

وقوله - عز وجل -:أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } [الصافات: 176].

دل هذا أنهم كانوا يستعجلون نزول العذاب بهم - والله أعلم - إنما يستعجلون العذاب استهزاء بالرسول - عليه السلام - وتكذيباً له فيما يوعدهم أن العذاب ينزل بهم.

ثم قوله:أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } [الصافات: 176]هو حرف التعجب أن كيف يستعجلون عذابي؟! ألم يعرفوا قدري وسلطاني في إنزال العذاب والإهلاك إذا أردت تعذيب قوم وإهلاكهم؟! أي: قدرت ذلك وملكت عليه.

ثم أخبر أنه إذا نزل العذاب بساحتهم يساء صباحهم، حيث قال - عز وجل -:فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } [الصافات: 177].

ثم قوله - عز وجل -:فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ } [الصافات: 177] يحتمل النزول بالساحة، أي: بقربهم.

ويحتمل النزول بالساحة: النزول بهم والوقوع عليهم؛ كقوله - عز وجل -:وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ } [الرعد: 31] حتى يأتي وعد الله في نزوله بهم - والله أعلم - يحتمل نزوله بساحتهم ما ذكرنا من نزوله بقربهم ووقوعه عليهم.

ثم قوله - عز وجل -:فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } [الصافات: 177] ساء صباحهم؛ لأن ذلك العذاب إذا حل بهم صيرهم معذبين في النار أبد الآبدين، والله أعلم.

وقوله - عز وجل -:فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } [الصافات: 174].

قد ذكرنا هذا فيما تقدم.

وكذلك قوله - عز وجل -: { وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } ويقول بعضهم: أي: انظر فسوف ينظرون، لكن الوجه فيه ما ذكرنا.