الرئيسية - التفاسير


* تفسير تأويلات أهل السنة/ الماتريدي (ت 333هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ } * { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } * { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }

قوله: { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ } ، قيل: من بعد قوم عاد وهؤلاء.

{ قُرُوناً آخَرِينَ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ }.

كأنه ذكر هذا لما كانوا يستعجلون العذاب الموعود والهلاك الذي أوعدوا؛ فأخبر أن لكل أمّة أجلاً: لا تسبق أجلها باستعجال من يستعجل، ولا يستأخرون أجلها الذي جعل لهم.

وقوله: { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا }.

قال بعضهم: { تَتْرَا } تباعاً، واحداً بعد واحد، وبعضاً على أثر بعض.

{ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً }.

في الهلاك الأول فالأول.

{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ }.

لمن بعدهم ولمن بقي منهم، يعني: الذين أهلكوا.

{ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }.