الرئيسية - التفاسير


* تفسير تأويلات أهل السنة/ الماتريدي (ت 333هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }

قوله: { وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } أي: عفت فرجها.

وقوله: { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } قال أهل التأويل: إن جبريل أتاها فنفخ في جيبها أو في فرجها، وهذا ليس في الآية؛ فلا يجوز القول [به] إلا بثبت، ولكن قوله: { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } كقوله في آدم:وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي } [الحجر: 29] أي: أنشأت فيه من روحي؛ إذ لم يقل أحد فيه بالنفخ، أي: جبريل نفخ فيه، فعلى ذلك قوله: { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } أي: أنشأنا فيها من روحنا، والله أعلم.

وقوله: { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } ذكر فيها آية واحدة؛ لأنها ولدت بغير زوج، وولد بلا أب، فهو واحد إذا كانت هي ولدته بغير زوج، فيكون بغير أب فهو آية واحدة، والآية فيها ما ذكر:يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَـٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَـٰلَمِينَ } [آل عمران: 42] وآية عيسى حين تكلم في المهد فقال:إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ... } الآية [مريم: 30].

وقال أبو عوسجة: { أَحْصَنَتْ }: أي: عفت، ويقال: امرأة حصان، أي: عفيفة، ومحصنة، أي: قد أحصنها زوجها، ومحصنة: أي عفيفة، وامرأة حصان، ونسوة حاصنات وحواصن، قال: والحصان ذكر الخيل، وحصن: جمع.