الرئيسية - التفاسير


* تفسير تأويلات أهل السنة/ الماتريدي (ت 333هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ }

قوله - عز وجل -: { وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ } يشبه أن يكون " ذا الكفل " اسماً من أسمائه، وجائز أنه سمي ذا الكفل؛ لأمر كان منه: ذكر أنه كان رجلاً صالحاً، فكفل لنبي بأمر قومه، فوفى ما تكفل به؛ فسمي لذلك ذا الكفل.

ثم اختلف فيه:

قال بعضهم: هو رجل صالح على ما ذكرنا.

وقال بعضهم: كان نبيّاً، لسنا نعلم ذلك سوى أنه ذكر أنه من الصابرين، سماهم صابرين على الإطلاق، وكذلك سماهم صالحين على الإطلاق، وذلك - والله أعلم - لأنهم جمعوا جميع أنواع الصبر وجميع أنواع الصلاح. والله أعلم.

وقوله: { وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا } قال الحسن: أدخلناهم في رحمتنا وهي الجنة، وجائز أن يكون جميع ما نالوا من الصبر والصلاح كان ذلك كله رحمةَ اللهِ وفضله، وهكذا أن من نال شيئاً من الخيرات والطاعات فإنما ينال ذلك كله برحمته. والله أعلم.