الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ }

معناهُ: إنَّا أنزلنا القرآنَ في ليلة القدر، والهاءُ في قوله { أَنزَلْنَاهُ } كنايةٌ عن المضمَرِ المذكور في السُّورة التي قبلَ هذه السُّورة، وهو القرآنُ، فإنه تقدَّمَ في أوَّلها { ٱقْرَأْ }؛ أي اقرأ القرآنَ. ويجوزُ أن يكون معناهُ: إنَّا أنزلنا جبريلَ بهذا القرآنِ في ليلةِ القدر في شهرِ رمَضان.

وذلك أنَّ القرآنَ أُنزِلَ جُملةً واحدةً إلى السَّماء الدُّنيا إلى الكَتَبَةِ، ثم أُنزل بعدَ ذلك نُجوماً في عشرين سَنة - وَقِيْلَ: ثلاثٍ وعشرين -. وسُميت هذه الليلةُ ليلةَ القدر؛ لأنَّها ليلة الحكمِ والقضاء، يقدِّرُ الله فيها كلَّ شيءٍ يكون في السَّنة إلى السَّنة، ومعنى تقديرهِ: أنْ يأمُرَ الملائكةَ أنْ يكتبوهُ ويقرأوه.