الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ }

أوَّلُ السُّورة قَسَمٌ، وجوابُهُإِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } [الطارق:4]. والطارقُ كلُّ ما يأتِي لَيلاً، يعني بذلك النَّجمَ يظهرُ لَيلاً ويخفى نهاراً، وكلُّما جاءَ ليلاً فهو طارقٌ، ومنه حديثُ جابرٍ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَطْرُقَ الْمُسَافِرُ أهْلَهُ لَيْلاً، وَقَالَ: حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمَعِيبَةُ وَتَمْتَشِطَ الشَّعْثَةُ " وقالت هندُ:
نَْحْنُ بَنَاتُ طَارقْ   نَمْشِي عَلَى النَّمَارقْ
تريدُ: إنَّ النَّجمَ أتَانا يومَ أحُد في شَرفهِ وعلُوِّه. وقال ابنُ الرُّومي:
يَا رَاقِدَ اللَّيل مَسْرُوراً بَأَوَّلِهِ   إنَّ الْحُوَادِثَ قَدْ يَطْرُقْنَ أسْحَارَا
لاَ تَفْرَحَنَّ بلَيْل طَابَ أوَّلُهُ   فَرُبَّ آخِر لَيْل أجَّجَ النَّارَا