الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }

وقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ }؛ أي أعِدُّوا للكفار ما استطعتُم من آلاَتِ الحرب. وعن ابنِ عبَّاس وعقبة بن عامرِ؛ قَالَ: " قَرَأ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ } ثُمَّ قَالَ: " أَلاَ إنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، ألاَ إنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، لَهْوُ الْمُؤْمِنِ فِي الْخَلاَءِ وَقَوَّتُهُ عِنْدَ اللِّقَاءِ " وَمَاتَ عُقْبَةُ فَاْوْصَى بتِسْعِينَ قَوْساً مَعَ كُلِّ قَوْسٍ سِهَامُهَا فِي سَبيلِ الله، وَقَالَ عُقْبَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إنَّ اللهَ لَيُدْخِلُ الْجَنَّةَ الثَّلاَثَةَ سَهْمٌ وَاحِدٌ، صَانِعُهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالْمُهْدِي لَهُ، وَالرَّامِي بهِ " وقالَ عليه السلام: " كُلُّ شَىءٍ يَلْهُوا بهِ الرَّجُلُ بَاطِلٌ، إلاَّ رَمْيَةً بقَوْسِهِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ وَمُلاَعَبَتَهُ أْهْلَهُ، فإنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ ".

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ }؛ معناهُ: ارْتَبطُوا الخيلَ لَهم ولقتالِهم؛ أي أعِدُّوا لَهم ذلك لتخويفِ عُدوِّ اللهِ وعدُوِّكم { وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ } أي مِن دون كُفَّار العرب وأهلِ الكتاب { لاَ تَعْلَمُونَهُمُ } أي لا تَعرِفُونَهُمْ. قال ابنُ عبِّاس: (يَعْنِي كُفَّارَ الْجِنِّ)، قَالَ صلى الله عليه وسلم: " لاَ يَقْرُبُ صَاحِبَ قَوْسٍ جِنِّيٌّ أبَداً " ويقالُ: إن الجنَّ لا تدخلُ بيتاً فيه قوسٌ ولا سلاحٌ.

قال السديُّ: (أرَادَ بهِ أهْلَ فَارِسَ)، وقال الحسنُ: (هُمُ الْمُنَافِقُونَ)، وقال الضحَّاك: (هُمُ الشَّيَاطِينُ)، ولا يمتنعُ أن يكون الكلُّ مرادٌ بالآيةِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ }؛ أي ما تُنفقوا من شيءٍ في الجهادِ يوفَّ إليكم ثوابهُ، { وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }؛ أي لا يُنقَصُ شيءٌ من حقِّكم.