الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ }؛ نزلَت هذه الآيةُ في الْمُطْعِمينَ منهم يومَ بدرٍ، وكانوا ثلاثةَ عشَرَ رجُلاً وهم: أبُو جَهلٍ وأخوهُ الحارثُ؛ والنَّضرُ بن الحارثِ؛ وأُبَيُّ بن خلَفٍ؛ وزَمْعَةُ بنُ الأسوَدِ؛ وعُتبة وشَيْبةُ، كان لكلِّ واحدٍ منهم نوبَةُ يومٍ في الإطعامِ.

ومعنى الآية: إنَّ الذين كفَرُوا يُنفِقُونَ أموالَهم على عدَاوَةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليَصُدُّوا الناسَ عن دِين اللهِ، فيستقبحُ هذه الإنفاق منهم، ثم يكون إنفاقُهم ندامةً عليهم يومَ القيامة، يُهزَمُونَ ويُقتلون ببدرٍ لا تنفعُهم نفقتهم.

والْحَسْرَةُ: مأخوذةٌ من الكَشْفِ، يقالُ: حَسَرَ رَأْسَهُ إذا كَشَفَهُ، والْحَاسِرُ: كاشِفُ الرَّأسِ، فيكونُ المعنى: ثم يَكْشِفُ لهم عن ذلكَ ما يكونُ حَسْرَةً علِيهم. قِيْلَ: كان يُطعِمُ كلُّ واحدٍ منهم كلَّ يومٍ عَشْرَ جُزُرٍ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }؛ بيانُ أنَّ ذلك القتلَ والهزيمةَ لا يُكفِّران ذُنوبَهم، وأنَّهم يُحشرون في الآخرةِ إلى جهنَّم للجزاءِ.