الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ }؛ أي حَقّاً إنَّ القرآن عِظَةٌ من اللهِ تعالى، { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ }؛ أي اتَّعظَ به، { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ }؛ وما يتَّعظون إلاّ أن يشاءَ اللهُ ذلك لهم، وَقِيْلَ: لهم المشيئة. وَقِيْلَ: إلاَّ أنْ يشَاءَ اللهُ لهم الْهُدَى.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ }؛ أي هو أهلٌ أن يُتَّقَى فلا يُعصَى، ولا يُجعَلَ معه إلهٌ آخر، { وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ }؛ يَغفِرُ لِمَن اتَّقَى، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أنا أهلٌ أنْ أتَّقى فلا يُجعلَ معي إلهٌ، فمَن اتَّقى أن يجعلَ معي إلهاً فإنِّي أهلٌ أن أغفرَ له، وقال قتادة: ((هُوَ أهْلٌ أنْ تَتَّقِي مَحَارمَهُ، وَأهْلٌ أنْ يَغْفِرَ الذُّنُوبَ)).