الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً } * { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً } * { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً }؛ يعني لَمَّا آيَسَ نوحُ من إيمانِ قومه قال: رب إنِّي دعوتُ قَومِي إلى التوحيدِ والطاعةِ لَيلاً سِرّاً ونَهاراً علانيةً، { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً }؛ فلم يزدَادُوا عندَ دُعائِي إيَّاهم إلاَّ تَباعُداً عن الإيمانِ بالجهلِ الغالب عليهم، { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ }؛ إلى طاعتِكَ والإيمانِ بكَ، { لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ }؛ لئَلاَّ يسمَعُوا صَوتِي، { وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ }؛ أي غَطَّوا بها وُجوهَهم؛ لئَلاَّ يرَونِي، { وَأَصَرُّواْ }؛ على كُفرِهم، { وَٱسْتَكْبَرُواْ }؛ عن قبولِ الحقِّ والإيمان بكَ، { ٱسْتِكْبَاراً }.