الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } قال ابنُ عبَّاس وابنُ مسعود وأبو هُريرة وسعيدُ بن جُبير وسعيد بن المسيِّب والزهريُّ: (إنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي الصَّلاَةِ). عن أبي العاليَةِ الرباحيِّ قال: (كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صَلَّى، قَرَأ أصْحَابُهُ خَلْفَهُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، فَسَكَتَ الْقَوْمُ)، وقال بعضُهم: المرادُ بالآيةِ وقتَ نُزولِ القرآنِ، أمَرَهُم اللهُ بالاستماعِ والإنصَاتِ.

وقال الزجَّاجُ: (يُحتَمَلُ أنْ يَكُونَ مَعْنَى الاسْتِمَاعِ الْعَمَلُ بمَا فِيْهِ)، وعن ابنِ عبَّاس قال: (كَانَ الْمُسْلِمُونَ قَبْلَ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ يَتَكَلَّمُونَ فِي الصَّلاَةِ وَيَأْمُرُونَ بحَوَائِجِهِمْ، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ إلَى الرَّجُلِ فَيَقُولُ لَهُ: كَمْ صَلَّيْتُمْ؟ فَيَقُولُ كَذا، فَأَنزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ). والقولُ الأوَّل أصحُّ وأقربُ إلى ظاهرِ الآية؛ لأنه ليس في الآيةِ تخصيصُ زَمانٍ دون زمان، ولا يجبُ على القومِ الإنصَاتُ لقراءةِ مَنْ يقرأ في غيرِ الصَّلاة.