الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ مُوسَىٰ يٰفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { حَقِيقٌ عَلَىٰ أَنْ لاَّ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَقَالَ مُوسَىٰ يٰفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } وذلك أنَّ موسَى دخل على فرعونَ ومعهُ أخوهُ هارونُ، بعثَهُما اللهُ إليه بالرِّسالةِ، فقال موسَى: يَا فِرْعَوْنُ! إنِّي رَسُولٌ مِنْ رَب الْعَالَمِينَ. فقالَ لهُ فرعون: كَذبْتَ! فقال موسَى: { حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَّ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ }؛ أي جَدِيْرٌ بأنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ. وقرأ نافع: (عَلَيَّ) بالتشديد؛ أي وَاجِبٌ عَلَيَّ أنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلآَّ الْحَقَّ.

وقَوْلُهُ تَعَالَى: { قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ }؛ أي برهانٍ وحُجَّةٍ من ربكم، { فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ }؛ أي فَأَطْلِقْ بَنِي إسرائيلَ، ولا تَسْتَعْبدْهُمْ لأحْمِلَهُمْ إلى الأرضِ المقدَّسَةِ. وكان فرعونُ وقومه الْقِبْطُ يُكَلِّفُونَ بَنِي إسرائيلَ الأعمالَ الشَّاقَّةَ، مثل حَمْلِ الطِّينِ والْمَاءِ وبناءِ الْمَنَازلِ وأشباهِ ذلكَ.