الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }

وقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ }؛ أي هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ النُّجُومَ التي تختلفُ مواضِعها من جهة الشَّمال والجنوب والدبور والصبا، لتعرفوا بها الطُّرُقَ من بلدٍ إلى بلد { فِي ظُلُمَٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } أي في الْمَفَاوز وَلُجَجِ البحار في الليلَة المظلمة في السُّفُنِ. فإنَّ مِن النُّجومِ ما يجعلهُ السائرَ تلقاءَ وجههِ، ومنها ما يجعلهُ خلفَه، ومنها ما يجعله على يَمينه، ومنها ما يَجعله على شِماله؛ لتظهرَ له الطريقُ التي تؤدِّيه إلى بُغْيَتِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ }؛ أي بَيَّنا العلاماتِ مفصَّلةً، { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }.