الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ }

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ }؛ يعني الْقُرْآنَ الذي كذب به أهلُ الكتاب ومشركُو قريشٍ؛ هو { كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ } أي فيه بَرَكَةً ومغفرةٌ للذنوب لِمَنْ آمنَ به، والبركةُ: ثبوتُ الخيرِ على النَّماءِ والزيادةِ. وقوله تعالى: { مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ }؛ هو موافقٌ للتوراة والإِنجيلِ وسائر كتب اللهِ في أصلِ الدِّين، ويقال: المرادُ بـ { ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } النشأة الثانيةَ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا }؛ أي أنزلناهُ للبركةِ، ولِتُخَوِّفَ به أهلَ أُمِّ القُرَى، وسُميت مكةُ أمَّ القرى لأنَّها أصلُ القرى دُحِيَتِ الأرضُ من تحتِها، ويقال: لأنَّها أعظمُ القرى شأناً، وقيل: لأنَّها قِبْلَةً تأْمُّهَا الناسُ بالصلوات إليها.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ }؛ أي الذين يُقِرُّونَ ويصدِّقون بالبعثِ يؤمنون بالقُرْآنِ، وفي هذا بيانٌ أنَّ الإيْمانَ بالحساب والجزاءِ يقتضي الإيْمانَ بالقرآن، ولا ينفعُ بدون الإيْمان به وبمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ }؛ أي يُدَاوِمُونَ على الصلوات الخمسِ بركوعها وسجودها ومواقيتِها.