الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ }؛ أي أولئك الأنبياءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أعطيناهُم الكتابَ المنَزَّلَ، والحُكْمَ بين الناس، وأكرمناهُم بالنبوَّة والرسَالة، { فَإِن يَكْفُرْ بِهَا } أي بملَّة هؤلاءِ الأنبياء، { هَـٰؤُلاۤءِ }؛ يعني قُريشاً؛ { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا }؛ أي فقد قََام بها، { قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } وهم أهلُ المدينةِ وأتباعُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وقيل: هم الملائكةُ، وإنَّما قال: { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا } ولم يقل: فقد قامَ بها، تشريفاً للملائكةِ بالإضافة إلى نفسهِ على معنى: أكرَمْنا ووفَّقْنا إلى الإيْمان بها. يقال: معناهُ: فقد أكرمنَا بهَا قَوْماً لَيْسُوا بهَا بكَافِرِينَ؛ فقامُوا بها.