الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } أي وَلَقَدْ أرْسَلْنَا رسُلاً إلَى أمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ، كما أرسلناكَ إلى قومِكَ فلم يؤمِنُوا، فَأَخْذَْنَاهُمْ بالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ. والضَّرَّاءُ هِيَ الشِّدَّةُ النَّازِلَةُ؛ وَالْبَأْسَاءُ مَأْخُوذةٌ مِنَ الْبَأْسِ، وقيل: مِن الْبُؤْسِ؛ وهو الفقرُ. والضرَّاءُ هي الأمراضُ والأوجاعُ؛ وهي مأخوذةٌ من الضَّرَرِ. وقَوْلُهُ تَعَالَى: { لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }؛ أي لكي تَخْشَعَ القلوبُ، وتَتَضَرَّعَ النفوسُ عند الشِّدة؛ فيرجعون إلى اللهِ فيؤمنون به؛ فيكشفُ عنهم؛ فلم يفعلُوا.