الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ }؛ أي يا أيُّها الذين آمَنُوا بموسَى وعيسى اتَّقُوا الله وآمِنُوا برسولهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ }؛ أي يُؤتِكُمْ نَصِيبَين من ثوابهِ وكرامته، نَصيباً لإيمانكم به اليومَ ونصيباً لإيمانكم المتقدِّم بالأنبياءِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ }؛ على الصِّراط، كما قال تعالىنُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } [التحريم: 8] فهذا علامةُ المؤمنين في القيامةِ. وَقِيْلَ: معناهُ: ويجعَلْ لكم نُوراً بالإيمان في الدُّنيا، يعني الهدَى والبينات تَهتدون به إلى طاعةِ الله، { وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ }؛ لمن ماتَ على التوبةِ، { رَّحِيمٌ }.