الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ }

قَوْلُه تَعَالَى: { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ }؛ أي لاَهُونَ غافلون عنه، يقال: دَعْ عنك سُمُودَكَ؛ أي لَهْوَكَ، قال أُميَّةُ:
ألاَ أيُّهَا الإنْسَانُ إنَّكَ سَامِدُ   لاَ تَفْنَى وَلاَ أنْتَ هَالِكُ
والسُّمُودُ: هو الغفلَةُ والسَّهوُ عن الشيءِ، وقال الكلبيُّ: (السَّامِدُ: الجِدُّ بلِسَانِ قُرَيْشٍ، وَبلِسَانِ الْيَمَنِ: اللاَّهِي)، قال الضحَّاكُ: (سَامِدُونَ: أيْ أشِرُونَ بَطِرُونَ)، وقال مجاهدُ: (سَامِدُونَ؛ أيْ مُبَرْطِمُونَ)، والبَرْطَمَةُ: أن يُدلِي الإنسانُ شَفَتَهُ من الغضب، وفي لُغة اليمنِ: أسْمِدْ لنَا؛ أي أعِنْ لَنَا.

وعن أبي هريرة قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ } بكَى أهْلُ الصُّفَّةِ حَتَّى جَرَتْ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَنِينَهُمْ بَكَى مَعَهُمْ فَبَكَيْنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " لاَ يَلِجُ النَّارَ مَنْ بَكَى مَعَهُمْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُصِرٌّ عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُواْ لَجَاءَ اللهُُ بقَوْمِ يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ".