الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: { قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ }؛ مَن قرأ (يَوْمُ) بالرفعِ فمعناهُ: قالَ اللهُ لعيسَى عليه السلام هذا يومُ ينفع النبيِّين صدقُهم بتبليغِ الرسالة، والمؤمنين إيمانُهم الذي هو صدقٌ في الدنيا والآخرةِ، ولا ينفعُ الكفارَ صِدقُهم في الآخرةِ.

ومن قرأ (يَوْمَ) بالنصب فعلى الظرفِ، على معنى: قالَ اللهُ لعيسى هذا القولَ الذي تقدَّم ذِكرهُ في يومٍ ينفعُ الصادقين صدقُهم. وقال الكلبيُّ: (مَعْنَى الآيَةِ: قالَ اللهُ: هَذا يَوْمُ يَنْفَعُ الْمُؤمِنِينَ إيْمَانُهُمْ)، وَقِيْلَ: ينفعُ الصَّادقين في الدُّنيا صِدقَهم وفي الآخرةِ. وقرأ الأعمشُ (هَذَا يَوْمٌ) بالتنوينِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ }؛ أي بساتينُ تجري من تحت شجرها وغُرَفها الأنهارُ، { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً }؛ أي إلى الأبدِ، { رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ }؛ بإيمانِهم وطاعتهم، { وَرَضُواْ عَنْهُ }؛ بإكرامِهم في الجنَّة النجاةَ الوافرة. وحقيقةُُ الفوز نيلُ المرادِ. قوله عزّ وَجَلَّ: { وَرَضُواْ عَنْهُ } أي بما أكرمهم به من الثواب، { ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } أي ذلكَ الثوابُ والخلود في الجنَّة النجاةُ الوافرة، وحقيقةُ الفوز نيلُ المرادِ.