الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا }؛ أي وعدَكم فتحَ بلدةٍ أُخرى لم يقدِرُوا عليها الآن، { قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا }؛ يفتَحُها عليكم، قال الفرَّاءُ: (حَفِظَهَا لَكُمْ وَمَنَعَهَا مِنْ غَيْرِكُمْ حَتَّى يَفْتَحَهَا لَكُمْ).

واختلَفُوا فيها، فقالَ ابنُ عبَّاس وابن أبي ليلى والحسن ومقاتل: (هِيَ فَارسُ وَالرُّومُ) وَكَانَتِ الْعَرَبُ لاَ تَقْدِرُ عَلَى قِتَالِ فَارسَ وَالرُّومَ، وَفَتْحِ مَدَائِنِهَا حَتَّى قَدِرُواْ عَلَيْهَا بالإسْلاَمِ. وقال قتادةُ: (هِيَ مَكَّةُ)، وقال عكرمةُ: (هِيَ خَيْبَرُ). وقولهُ تعالى { قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا } أي أحاطَتْ قدرتهُ بها وبأهلِها، { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }؛ كلِّ شيءٍ من فتحِ القُرَى والنصرِ وغير ذلك قديرٌ.