الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ }؛ أي إن تَنصُروا دينَ اللهِ ونبيَّهُ صلى الله عليه وسلم ينصُرْكُم بالتوفيقِ والكفاية والإظهار على الأعداءِ، { وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }؛ عندَ القتالِ بتقوِيَةِ قُلوبكم، { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ }؛ أي فمَكرُوهاً لهم وسوءاً، والتَّعْسُ في اللغة: الانحطاطُ والعثُورُ، يقال: تَعَسَ يَتْعَسُ إذا انْكَبَّ وعَثَرَ، قال ابنُ عبَّاس: (يُرِيدُ: فِي الدُّنْيَا الْعَثْرَةُ، وَفِي الآخِرَةِ التَّرَدِّي فِي النَّار).

وانتصبَ قولهُ { فَتَعْساً لَّهُمْ } على الدُّعاء؛ أي أتْعَسَهُمُ اللهُ تَعْساً، قال الفرَّاءُ: (هُوَ نَصْبٌ عَلَى الْمَصْدَر)، وأصلُ التَّعْسِ في الدوَاب والناسِ، وهو أن يُقالَ للعاثرِ: تَعْساً؛ إذا لَمْ يُرِيدُوا قِيَامَهُ، وضِدُّهُ لَعَّا إذا أرَادُوا قِيامَهُ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }؛ أي أبْطَلَها وأحبَطَها لأنَّها كانت في طاعةِ الشيطان. قَوْلُهُ تَعَالَى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ }؛ أي ذلك التَّعْسُ والإضلالُ بأنَّهم كَرِهُوا ما أنزلَ اللهُ على نبيِّه صلى الله عليه وسلم وبيَّن من الفرائضِ من الصَّلاة والزكاةِ، { فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ }؛ لأنَّها لم تكن في إيمانٍ.