الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } * { يَسْمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }؛ يعني النضرَ بن الحارثِ، كان يروي من أحاديثِ العجَمِ للمشركين فيستَملِحُونَ حديثَهُ، وكان إذا سمعَ آياتِ القرآن استهزأ بها، فجعلَ اللهُ له العذابَ مرَّتين، مرَّةً ألِيماً ومرَّة مُهِيناً، وقد ذكرنا تفسيرَ الآيةِ في سُورةِ لقمان.

ومعنى الآية: ويلٌ لكلِّ كذابٍ فاجرٍ كثيرِ الإثمِ، يسمعُ القرآنَ يُقرَأُ عليهِ ولا يتدبَّرهُ، ولا يخشعُ لاستماعهِ، بل يُقِيمُ على كُفرهِ مُتَعَظِّماً عن الإيمانِ بالله، كأنْ لَمْ يسمَعْ آياتِ الله، فخَوِّفْهُ يا مُحَمَّدُ بعذابٍ وجيعٍ يَخلُصُ وجعهُ إليه.