الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٌْ }؛ أي وفي خلقِكم حَالاً بعد حالٍ من نُطفةٍ إلى أن يصيرَ إنساناً ثم يصيرَ فيه العقلُ ثم الحواسُّ، وما يبُثُّ من دابَّةٍ على وجهِ الأرض على اختلافِ أجناسِ الدواب ومنافعِها وصُوَرها، وما يقصرُ من منافعِها في ذلك دلالاتٌ واضحة على وحدانيَّة اللهِ تعالى: { لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }؛ يطلُبون علمَ اليقينِ، ويوقِنُون أنَّه لاَ إلهَ غيرهُ.

وقرأ حمزةُ (آيَاتٍ) (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ) بالكسرِ على أنَّهما منصُوبان نَسَقاً على قولهِ تعالىإِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [الجاثية: 3] على معنى وإنَّ في خلقِكم آياتٍ، ومَن رفعَ فعلى الاستئنافِ بعدَ أنْ، تقولُ العرب: إنَّ لِي عليكم مَالاً وعلى أخِيكَ مالٌ، ينصبُون الثاني ويرفعونَهُ.