قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ٱلْحِلْيَةِ }؛ زيادةٌ في الإنكار عليهم والْمَذمَّةِ لَهم، كأنَّهُ قالَ: أوَيَختارُ لنفسهِ مع استغنائهِ عن الخلقِ كلِّهم (مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ) أي مَن رُبيَ في حِلية الذهب والفضَّة، { وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } ، وهو في الكلامِ غيرُ ثابتِ الحجَّة.
قال المبرَّدُ: (تَقْدِيرُ الآيَةِ: أوَتَجْعَلُُونَ لَهُ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ، يَعْنِي الْبنْتَ نَبَتَتْ). (وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبينٍ)؛ أي وهو عندَ الْمُخَاصَمَة غيرُ مُبينِ الحجَّة، قال قتادةُ: (قَلَّ مَا تَكَلَّمَتِ امْرَأةٌ بحُجَّتِهَا إلاَّ تَكَلَّمَتْ بحُجَّتِهَا عَلَيْهَا) لِضَعْفِ رَأيهَا وَنُقْصَانِ عَقْلِهَا.
ويستدَلُّ من هذه الآيةِ على ثُبوتِ الترخُّصِ للنساءِ في التزَيُّن بحِلية الذهب والفضَّة، " كما قالَ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أخَذ الذهَبَ بإحْدَى يَدَيْهِ، وَالْحَرِيرَ بالأُخْرَى وَقَالَ: " هَذانِ مُحَرَّمَانِ عَلَى ذُكُور أُمَّتِي، حِلٌّ لإنَاثِهِمْ " ".