الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ }؛ معناهُ: أنَّ المنافقين كانوا يقولونَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم أمْرُكَ طاعةٌ وقولُكَ مُتَّبَعٌ، { فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ }؛ فَإنْ خَرَجُوا مِن عندِكَ يا مُحَمَّد، { بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ }؛ أي غَيَّرَتْ جماعةٌ منهم الأمرَ الذي أمرتَهم به على وجهِ التكذيب، يقالُ لكلِّ أمر قُضِيَ بليلٍ: قَدْ بَيَّتَ بهِ، وإنَّما لم يقل للبيت؛ لأنَّ كل تأنيثٍ غيرَ حقيقي يجوزُ تعبيرهُ بلفظِ التذكيرِ، وَقِيْلَ: معناهُ: قَدَّرُوا ليلاً غيرَ ما أعطوكَ نَهاراً.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ }؛ أي يَحْفَظُ عليهم ما يَفْتَرُونَ من أمرِك، وَقِيْلَ: ما يُسِرُّونَ من النفاقِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } أي لا تُعَاقِبْهُمْ يا مُحَمَّدُ واسْتُرْ عليهم إلى أنْ يَسْتَقِيْمَ أمرُ الإسلامِ { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ }؛ أي ثِقْ باللهِ وفوِّضْ أمركَ إليه، { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }؛ أي حَافِظاً، والوكيلُ: هو العالِمُ بما يُفَوَّضُ إليه من التدبيرِ.