الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ }؛ أي مِمَّنْ أظهرَ الإيْمان ليتشاغَلَنَّ عن الجهادِ، ويثقِلَنَّ غيرَهُ وهو عبدُاللهِ بن أبَيٍّ وَجَدُّ بنُ قيسٍ، وأصحابُهما مِن المنافقينَ الذين كانوا يشاركون المسلمينَ في ظاهرِ الإسلامِ كانوا ينتظرونَ هلاكَ المسلمين وهزيْمَتَهم ويتثاقَلون عن الجهادِ، يقال: أبْطَأَ الرجُلُ اذا تأخَّرَ عنِ العمل بإطالةِ المدَّة.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً }؛ أي إنْ أصابتُكم نَكْبَةٌ أو هَزِيْمَةٌ أو قتلٌ، قال هذا الْمُبْطِئُ: قَدْ مَنَّ اللهُ عليَّ إذْ لَم أكُنْ مَعَهُمْ حَاضِراً في تلك الغزوةِ فيصيبُني مثلَ الذي أصابَهم.