الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ }؛ أي أنْهَارُ الماءِ واللَّبنِ والخمْرِ والعسلِ؛ { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً }؛ أي مقيمينَ في الجنَّةِ إلى الأبدِ، وإنَّما ذكرَ الطاعةَ مع الإيْمان وجمعَ بينهُما: فقال: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } يُبَيِّنُ بطلانَ مَنْ يَتَوَهَّمُ أنه لا يَضُرُّ المعصيةُ والإخْلاَلُ بالطاعةِ مع الإيْمانِ؛ كما لا تنفعُ الطاعةُ مع الكفرِ أو لِيُبَيِّنَ استحقاقَ الثواب على كلِّ واحدٍ من الأمرين.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً }؛ انتصبَ { وَعْدَ } على المصدر، تقديرهُ: وَعَدَ لَهمُ اللهُ هذا وَعْداً حَقّاً كائناً؛ { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً }؛ أي ليسَ أحدٌ أصدقَ مِن اللهِ قَوْلاً ووَعْداً.