الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { قِيلَ ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً }؛ وذلك أنَّهم يُسَاقُونَ إلى جهنَّم فَوْجاً فَوْجاً، الأوَّلُ فالأولُ، يُسَاقُ كفارُ كلِّ أُمة على حِدَةٍ، والزُّمَرُ: جماعاتٌ في تَفْرِقَةٍ بعضُها على إثْرِ بعضٍ، يُسَاقُونَ سَوْقاً عَنِيفاً، يُسحَبُونَ على وُجُوهِهم إلى جهنَّم، { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }؛ عند مجيئِهم، { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ }؛ وهم الزَّبَانِيَةُ: { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ } ، ويخوفونكم، { لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } ، اليوم، { قَالُواْ بَلَىٰ } ، أتونا بالرسالة، { وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }؛ ولكن وجَبتْ كلمةُ العذاب على الكافرين، فيقولُ لَهم الزبانيةُ: { قِيلَ ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ }؛ ادخُلوا أبوابَ جهنَّم السبعةَ خالِدين فيها.

ومعنى قولهِ { وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } هو قَوْلُهُ تَعَالَى:لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [هود: 119]. واختلفَ القُراء في قولهِ { فُتِحَتْ } فخفَّفها الكوفيُّون، وشدَّدها الباقون على التكثيرِ.