الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ } * { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي ٱنتِقَامٍ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }؛ وذلك " أنَّ " المشرِكين من أهلِ مكَّة قالُوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّكَ لا تزالُ تشتمُ آلِهَتَنا وتُعِيبُها فاتَّقِها أنْ لا تصيبَكَ بشيءٍ فتُخَبلَكَ! فأنزلَ اللهُ هذه الآيةَ. وَقِيْلَ: معناهُ: أليس اللهُ بكافٍ عَبْدَهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم يكفِيه عداوةَ من يُعاديهِ.

ومن قرأ (عِبَادَهُ) فالمرادُ بالعبادِ الأنبياءَ، وذلك أنَّ الأُمم قصدَتْهم بالسُّوء، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى:وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ } [غافر: 5] فكفَاهم اللهُ شَرَّ مَن عادَاهم، يعني إنه كافِيكَ كما كفَى هؤلاء الرسُلَ قبلَكَ.

وقوله تعالى: { وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } ، أي بالذين يَعبُدون من دونهِ هم الأصنامُ. { وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ * وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي ٱنتِقَامٍ }.