الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ }؛ أي قالَهُ المشركون عَجِّلْ لنا صَحِيفَتَنا قبلَ الحساب حتى نَعلمَ ما فيها، قال الكلبيُّ: (لَمَّا نَزَلَ فِي الْحَاقَّةِ:فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } [الحاقة: 19] ووَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ } [الحاقة: 25] قالُوا على جهةِ الاستِهْزاء: رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا فِي الدُّنْيَا، فقيل: يومُ الحساب أعجِلْ لنا كتابَنا، قالُوا ذلك تَكذِيباً واستهزاءً).

والقِطُّ: الصَّحِيفَةُ التي أحْصَتْ كلَّ شيءٍ. وَقِيْلَ: القِطُّ: النَّصيبُ، وسُميت كتبُ الجوائزِ قُطُوطاً لأنَّهم كانوا يكتُبون الأنصِبَاءَ من العطَايَا في الصَّحائفِ، يقالُ: أخَذ فلانٌ قِطَّهُ؛ إذا أخذ كتابَهُ الذي كُتِبَ له بجائزتهِ وصِلَتهِ.

وقال ابنُ عبَّاس: (مَعْنَى قَوْلُهُ { قِطَّنَا } أيْ حَظَّنَا مِنَ الْعَذاب وَالْعُقُوبَةِ). قال قتادةُ: (نَصِيبَنَا مِنَ الْعَذاب). قال مجاهدُ: (عُقُوبَتَنَا). وقال عطاءُ: (هُوَ يَقُولُهُ النَّضِرُ بْنُ الْحَارثِ: اللَّهُمَّ إنْ كَانَ هَذا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أو اءْتِنَا بعَذابٍ ألِيمٍ).