الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { لاَ فِيهَا غَوْلٌ }؛ أي ليس في شُربها صُدَاعٌ ولا وجعُ بطنٍ ولا أذَى، ولا تَغتَالُ عقولَهم فتذهبُ بها. ويقالُ للوجَعِ غَوْلٌ لأنه يؤدِّي إلى الهلاكِ، وقولهُ تعالى: { وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ }؛ أي ولا هُم يَسكَرُونَ، يقالُ: نَزَفَ الرجلُ فهو مَنْزُوفٌ ونَزِيفٌ إذا سَكِرَ، وقال الكلبيُّ: (يَعْنِي لاَ فِيهَا غَوْلٌ أيْ إثْمٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } [الطور: 23]). وقال ابنُ كَيسَان: (الْغَوْلُ الْمََعْصِرُ).

وقال أهلُ المعانِي: الغَوْلُ فسادٌ يلحَقُ في خفاءٍ، يقالُ: اغتَالَهُ اغْتِيَالاً إذا فَسَدَ عليه أمرٌ فَسَدَ في خِفيَةٍ. وقولهُ تعالى { وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } ، قرأ حمزةُ والكسائيُّ وخلف بكسرِ الزاي ها هنا، وفي الواقعةِ، ومعناهُ: لاَ ينفَذُ شرابُهم بل هو دائمٌ لَهم أبداً، يقالُ: نَزَفَ الرجلُ إذا نَفَذ شرابهُ، ومَن قرأ بفتحِ الزاي فمعناهُ: لا يَسكَرُونَ منها، يقالُ: نَزَفَ الرجلُ فهو مَنْزُوفٌ ونَزِيفٌ؛ إذا سَكِرَ وزالَ عقلهُ.