الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } * { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } * { ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ }؛ أي ما مِن أُمَّة إلاَّ سَلَفَ فيها نبيٌّ، { وَإِن يُكَذِّبُوكَ }؛ فلستَ بأوَّلِ رسولٍ كُذِّبَ، { فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ }؛ الواضحاتِ، { وَبِٱلزُّبُرِ }؛ وهِي الكتُب، وقولهُ تعالى: { وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ }؛ يعني التوراةَ. وَقِيْلَ: إنَّما كرَّرَ الزبورَ هي الكتُب أيضاً لاختلافِ صفات الكتاب؛ لأن الزبورَ هو الكتابةُ الثابتة كالنَّقرَةِ في الصخرةِ، ثم قالَ { وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } الموصوف واحدٌ والصفات مختلفةٌ. وقولهُ تعالى: { ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }؛ أي أخذتُهم بالعقوبةِ, { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ }؛ أي إنكاري عليهم وتعذيبي لَهم.