الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَٱتَّقُوهُ }؛ أي أقِيمُوا وجُوهَكم راجعينَ إلى اللهِ في كلِّ ما أمَرَكم به، لا تَخرجُون عن شيءٍ من أوامرهِ، وهذا لأنَّ الخطابَ في أوَّلِ هذه الآياتِ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم بقولهِ { فَأَقِمْ وَجْهَكَ } ، والمرادُ به أُمتَهُ، كما في قولهِيٰأيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } [الطلاق: 1] فكأنَّهُ قالَ: أقِيمُوا وجُوهَكم مُنِيْبيْنَ؛ أي رَاجِعين إلى أوامرهِ، وقولهُ تعالى { وَٱتَّقُوهُ } أي اتَّقُوا مُخالَفتَهُ، { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ * مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ }؛ أي زَايَلُوا دِينَهم الذي أُمِرُوا بالثبات عليهِ.

وَمن قرأ (فَرَّقُواْ دِيْنَهُمْ) فمعناهُ: صَارُوا فِرَقاً، وذلكَ معنى قولهِ: { وَكَانُواْ شِيَعاً } ، أي صارُوا جماعةً، { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } ، أي كلُّ جماعةٍ اختَارَتْ دِيناً مثل اليهودِ والنَّصارى وسائرِ الْمِلَلِ، كلُّ أهلِ دِينٍ يفرحون بما عندَهم من الدِّين.