الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ }؛ أي هو الذي يبدأُ الخلقَ مِن النطفةِ ثُم يُميتهُ فيصير تُراباً كما كانَ، ثُم يبعثهُ في الآخرةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ }؛ أي الإعادةُ هَيِّنَةٌ عليهِ، وما شيءٌ عليه بعسيرٍ، وقد يذكرُ لفظ (يَفْعَلُ) بمعنى (فَعِيْلٌ) كقولهِ (اللهُ أكْبَرُ) بمعنى كبيرٍ، وكذلك أهوَنُ عليه أو هيِّنٌ عليه. قال الفرزدقُ:
لَعَمْرُكَ مَا أدْري وَإنِّي لأَوْجَلُ   عَلَى أيِّنَا تَعْدُو الْمَنِيَّةُ أوََّلُ
يريدُ بقولهِ: لأَوْجَلُ؛ أي وَجِلٌ، وقالَ أيضاً:
إنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لَنَا   بَيْتاً قَوَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُ
أي عزيزةٌ طويلةٌ. وإنَّما قِيْلَ على هذا التأويلِ؛ لأنه لا يجوزُ أن يكون بعضُ الأشياءِ على الله أهْوَنُ من بعضٍ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }؛ أي له الصِّفةُ العُليا وهي القدرةُ التي لا يجرِي عليها العجزُ، { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }؛ أي القاهرُ لكلِّ شيء، الْحَكِيْمُ في جميعِ أفعاله.