الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ }؛ أي وَاذْكُرْ { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } الخلائقُ في طريقِ الجنَّة، وطريقِ النَّار. وَقِيْلَ: معناهُ: يومَ القيامةِ يتفرَّقون بعدَ الحساب إلى الجنَّة والنار فلا يَجْتَمِعُونَ أبَداً.

وقال الحسنُ: (إنْ كَانُواْ اجْتَمَعُواْ فِي الدُّنْيَا لَيَفْتَرِقُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ هَؤُلاَءِ فِي عِلِّيِّيْنَ، وَهَؤُلاَءِ فِي أسْفَلِ سَافِلِيْنَ)، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ }؛ أي في الجنَّة ينعَّمُون ويُكرَمُونَ بالتحف ويُسَرُّونَ.

والْحَبْرَةُ السُّرُورُ: وَقِيْلَ: الْحَبْرَةُ كلُّ نِعْمَةٍ حسنةٍ، والتَّحبيرُ التحسينُ. وسُمِّيَ العَالِمُ حَبْراً لتَخْلُّقِهِ بأحسَنِ أخلاقِ المؤمنين، ويسمَّى الْمِدَادُ حِبْراً لأنه تَحْسُنُ به الأوراقُ، وَقِيْلَ: معنى الآيةِ: فَهُمْ فِي ريَاضِ الجنَّةِ يَتلَذذُونَ.