الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ } * { وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ }

قًَوْلُه تَعَالَى: { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ }؛ أي جعلنَاهم في الدُّنيا أئِمَّةَ ضَلاَلَةٍ وقَادَةً في الكُفْرِ والشِّرك، يقودُونَ الناسَ إلى الشِّركِ، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى: { يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } لأن مَن أطَاعَهم ضَلَّ ودخلَ النارَ، { وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ } أي لا يُدْفَعُ عنهم عذابُ اللهِ، { وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً }؛ يعني لَعْنَةَ الملائكةِ والمؤمنين، { وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ }؛ أي مِن الْمُشَوَّهِيْنَ في النَّار، سَوَادُ وجُوهِهم وزرقَةُ الأعيُنِ، فعلى هذا يكونُ المعنى: هُمُ الْمَقْبُوحِيْنَ. وَقِيْلَ: معناهُ: هم مِن الْمُبْعَدِيْنَ الملعونِينَ من القَبْحِ، وهو الإبعادُ. قال أبو يَزيدٍ: (يُقَالُ: قَبَّحَ اللهُ فُلاَناً قُبْحاً وَقُبُوحاً؛ أي أبْعَدَهُ مِن كُلِّ خَيْرٍ).