الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ }؛ أي واذْكُرْ إذ قَالَ مُوسَى لامرأتهِ: { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً }؛ أبْصَرْتُهَا، وكانت امرأتهُ يومئذ ابنة شُعيب عليه السلام، فقال لَها حين ضَلَّ الطريقَ: أنِّي أبصرتُ ناراً، فامْكُثوا ها هنا، { سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ } ، أي حتَّى آتِيكُم من عندِ النار بخبرِ الماء والطريق، فإن لَم أجِدْ أحداً يُخبرنِي عن الطريقِ آتيكم بشعلةِ نارٍ، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ }؛ والشِّهَابُ: خَشَبَةٌ فيها نورٌ ساطعٌ، { لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ }؛ أي لكي تَصْطَلُوا من البَرْدِ، وكان ذلك في شدَّةِ الشِّتاء، يقالُ: صَلَى بالنار وَأصْلَى بها إذا استدفأ، والمعنى: أو آتِيكُمْ بالشُّعلةِ المقبسَةِ من النار لكي تذودُوا من البردِ.

والشِّهَابُ: هو النارُ الْمُسْتَطَارُ، ومنه قولهُفَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } [الصافات: 10] والقبَسُ والْجَذْوَةُ: كلُّ عودٍ أُشْعِلَ في طرفهِ نارٌ. قرأ أهلُ الكوفة (بشِهَابٍ قَبَسٌ) منوَّن على البدل أو النعتِ للشهاب.