الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }

قولهُ تعالى: { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ }؛ أي خاويةً عن الأهلِ والخير والنِّعمةِ بسبب ظُلمِهم لَم يبقَ فيها منهم دَيَّارٌ، قرأ العامَّة (خَاويَةً) بالنصب على الحال، والمعنى: فانْظُرْ إلَى بيوتِهم خاويةً بما ظَلَمُوا؛ أي بظُلْمِهم وشِرْكِهم أهلَكْنَاهُم حتى جعلنَا بيوتَهم خاويةً؛ أي منازلَهم ساقطةً على عُروشِها.

وَقِيْلَ: (خَاويَةً) نُصِبَ على القطعِ، تقديرهُ: فتِلْكَ بُيوتُهم الخاويةَ، فلما قُطِعَ منها الألفُ واللام نُصِبَ، كقولهِوَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً } [النحل: 52]. وقرأ عيسَى بن عمر (خَاويَةٌ) بالرفعِ على الخبر.

قولهُ تعالى: { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }؛ أي إنَّ في إهلاكِنا إيَّاهُم لَدَلاَلةٌ ظاهرةٌ وعِبرَةٌ لِمن عَلِمَ توحيدَ الله وقدرتَهُ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ }؛ أي أنْجَيْنَا الذينَ آمَنُوا بصالِحٍ من العذاب { وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }؛ الشِّركَ والعقابَ.