الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } * { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } * { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ } * { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ }؛ أي أتْلُ على قومِكَ أو اذكُرْ لقومِكَ: { وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ } حين رأى الشجرةَ والنارَ، وقال لَهُ: يا مُوسَى ائْتِ القومَ الظَّالِمين، يعنِي الذين ظَلَمُوا أنفُسِهم بالكفرِ والمعصية، وظَلَمُوا بني إسرائيلَ بأنْ سَامُوهم سوءَ العذاب، { قَوْمَ فِرْعَوْنَ }.

ثُم أخبرَ عنهم فقال: { أَلا يَتَّقُونَ } ، عِقابي في مقامِهم على الكُفْرِ وتركِ الإيْمانِ. { قَالَ } مُوسَى: { رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ }؛ بالرِّسالةِ ويقولون: لَيْسَتْ مِن عند الله، { وَيَضِيقُ صَدْرِي }؛ بتَكْذِيْبهِمْ إيَّايَ، { وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي }؛ للعُقْدَةِ التي فيهِ، { فَأَرْسِلْ } جبريلَ { إِلَىٰ هَارُونَ } ليكون مَعِي معيناً يُؤَازِرُنِي على إظهارِ الدَّعوةِ وتبليغ الرِّسالةِ. { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ }؛ أي دَعْوَى ذنبٍ؛ يعني الْوَكْزَةَ التي وَكَزَهَا الْقِبْطِيَّ فماتَ منها، { فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ }؛ بوِشايَتهِ.