الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } * { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً }؛ قال ابنُ عبَّاس: (يُطْبقُ عَلَيْهِمْ كَمَا يُطْبقُ الزَّجُّ فِي الرُّمْحِ، قال صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ؛ إنَّهُمْ يُسْتَكْرَهُونَ كَمَا يُسْتَكْرَهُ الْوَتَدُ فِي الْحَائِطِ " والمعنَى: إذا طُرِحُوا في مكانٍ ضَيِّقٍ من النَّارِ مُقَرَّنِيْنَ؛ أي مَغْلُولِيْنَ قد قُرِّنَتْ أيدِيهم من الجنِّ والإنسِ يقُولُونَ: وَا ثُبُورَاهُ، وَاهلاكاهُ.

وفي الخبرِ: أنَّهم إذا أُلْقُوا على باب جهنَّمَ، وتضايقَ عليهم كتضايُقِ الزَّجِّ في الرُّمحِ، فيزدَحِمونَ في تلكَ الأبواب الضيِّقة، يرفَعُهم اللَّهَبُ وتخضِعُهم مقامعُ ملائكةِ العذاب، فعند ذلك يَدْعُونَ بالويلِ والثُّبُورِ، ويقالُ لَهم: { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً }؛ فإنَّ سببَ الثّبُور دائمٌ لا ينقطعُ.