الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ }؛ هذا ردٌّ على اليهودِ في قولِهم: عُزيرٌ ابن اللهِ، وعلى النصارى في قولِهم: المسيحُ ابن اللهِ، وعلى مَن قال مِن المشركين: الملائكةُ بنات الله، { وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ } ، هذا ردٌّ على عَبَدَةِ الأوثانِ. وقَوْلُهُ تَعَالَى: { إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ }؛ معناهُ: لو كان معهُ آلِهةٌ لانفردَ كلُّ إلهٍ بخلقهِ، لا يرضى أن يُضافَ خلقهُ وإنعامه إلى غيرهِ، { وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ }؛ أي لطلبَ بعضُهم قَهْرَ بعضٍ، فلم يَنْتَظِمْ أمرُهما كما لا ينتظمُ أمر بلدٍ فيه ملِكان قاهران.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { سُبْحَانَ ٱللَّهِ }؛ أي تَنْزِيْهاً للهِ { عَمَّا يَصِفُونَ }؛ من اتِّخاذِ الولد والشريكِ، { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ }؛ مَن خَفَضَهُ جعلَهُ نَعْتَ اللهِ، ومَن رفعه كان خبرَ مبتدأ محذوفٍ تقديرهُ: هو عَالِمُ، فقراءةُ الخفضِ هي قراءةُ ابنِ كثيرٍ وأبي عمرٍو، وقراءةُ الباقين بالرفعِ. ومعنى الآيةِ: عَالِمِ ما غابَ عن العبادِ وما عَلِمَهُ العبادُ، { فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }.